الجمعة، 22 أبريل 2011

عفن نادين البدير , لا عفن الليبرالية ..

مقال نادين البدير عن (العفن الليبرالي) هو مقال سخيف , من كاتبة ليس لها في الفكر ناقة ولا جمل مع الاسف الشديد ॥إنها لا تعرف شيئا مطلقا عن الوضع السعودي , وعن ما فعله الليبراليون , وكيف أن اللبرالي السعودي لا يواجه فقط استبداد سياسي , وإنما ديني , وقبلي , وفئوي , ومناطقي । كل الدوائر الإجتماعية في البلد هي دوائر استبداد تتولد منها دوائر استبداد حول الليبرالي । ومع ذلك في كل القنوات الممكنة حضر صوت الليبرالي في الاصلاح , وفي نقد الخطاب الديني । لكن ماذا تريد الأخت بدير ؟! تريد بلطجة كتلك التي يمارسها الإسلامويون في المجتمع السعودي تحت دعوى "الاحتساب" । أن التيار الديني السعودي هو التيار الذي يجوز له التجمع , وله نصف مليون محاضرة سنوية , غير خطب الجمعة , وهم الذين يكتبون مناهج التعليم । لقد جعلتهم الدولة خلال أربعين سنة يعيدون تشكيل البنية الفكرية والثقافية للمجتمع । ثم تريد من اللبرالي أن يملك عصى سحرية ليحول المجتمع إلى مجتمع لبرالي ॥ما هذا السخف والغباء ؟! أي متابع للمنتديات الليبرالية والصحف الليبرالية السعودية , يدرك كيف أن الخطاب الليبرالي السعودي كان بالمرصاد أن تحليلا أو تفكيكا أو كشفاً عن حماقات وسذاجات الفكر الديني ॥ثم تتحدث أن اللبرالي إذا سئل هل هو لبرالي , لا يصرح بذلك _وهذا الكلام غير صحيح على اطلاقه ولكن فرضا_॥ فكان ماذا ؟! أن سؤال اللبرالي هل هو لبرالي , هو مثل سؤال شخص هل هو كريم أو بخيل ।ها سؤال غبي , من يحكم على شخص بأنه لبرالي أو كريم , هي أفكاره ومبادئه , وليس هو وما يدعيه لنفسه , فالدعاوى عريضة ولا تثبت إلا بدليل . هذه شكليات غبية جدا ॥إن العمل الذي يجب أن يضطلع به المثقف في مجتمع متخلف , هو في تطبيع المفاهيم والمضامين لا الإنشغال في المسميات والشكليات ॥هذا المجتمع الذي تعرض لخطاب تشويه للعلمانية ولليبرالية , لماذا على المثقف أن يصنع حاجز نفسي بينه وبين هذا المجتمع حينما يصنف نفسه لبرالي ؟! مع قدرته على تسويق كل افكاره الليبرالية دون أن يثير خوف وقلق الناس , الذي تواطئ في خلقه الديني والسياسي . المجتمع يجب أن يعالج بطريقة "إزالة التحسس الديسنستايزيشن" وليس عن طريق "الغمر" ॥الناس تمارس افكارها ثم لاحقا تنحت المصطلحات الوصفية لهذه الافكار , الناس مارست اللغة ثم لاحقا وضعت قواعد اللغة , الناس مارست الليبرالية ثم لاحقا نظرت لها , الناس مارست القانون , ثم لاحقا قامت بوضع مدوناتها القانونية ..الإنشغال بتطبيع مفهوم الليبرالية في المجتمع , قبل تطبيع وتجذير مفاهيمه , هو حكم بفشله ابداء , وهو عكس لطبيعة الأشياء ..ولهذا اقول دوما للأخوة : لا تكتبوا مقالا عن الليبرالية , وإنما عن مضامين الليبرالية , أكتب مقالا أو تحدث عن :حرية المعتقد , حرية التعبير ,حرية المرأة , تفعيل مؤسسات المجتمع المدني , توسيع المشاركة المشاركة الشعبية , فصل السلطات ..هذه المبادئ يحبها الجميع , ولا توجد هناك اي حساسية منها , وحينما تطبعها في المجتمع , وتجذرها في الوعي العام . أكتب حينها مقالا عن الليبرالية أو العلمانية وقل للناس : إن هذه المصطلحات التي تخشون منها , هي بحقيقتها وبمضامينها , المبادئ التي تؤمنون بها وتمارسونها كما تقدم ..أن نادين مع الأسف الشديد لا تع ولا تعرف الصعوبات والتحديات التي تواجه المثقف الليبرالي في السعودية ..فرائف بدوي لانه أنشأ الشبكة الليبرالية السعودية , أمر المفتي وزارة الداخلية , بتجميد حساباته البنكية , ومنعه من السفر ..بينما حينما جاءت المجموعات الدينية لمعرض الكتاب ,و خربت , ودمرت , وكفرت . أنطلاقا من فتوى بعض المشايخ بأنه مكان للكفر وترويج الرذيلة . لم يحاسب اي من مشايخهم , والبلطجية تم حجزهم ليلة واحدة فقط , ثم ذهبوا ..يا جماعة الخير , شيء من المعقولية رجاء ..حينما خرج الودعاني المعارض في الرياض للمطالبة بمملكة دستورية , هاجمه الناس بحجة انه "رافضي" ! , وكادوا يقتلونه لولا تدخل الشرطة !. لقد كاد الشعب أن يقتل من خرج من أجله !! وحمته الحكومة التي خرج عليها !..أمام هذه العقلية متخلفة , و التي تقوم على المذهبية , والفئوية , هل تريد لليبرالي أن ينزل للشارع مثلا , حتى يحتاج للشرطة لتحميه من الناس , الذي خرج من أجلهم ؟! هذا سخف وغباء ..نعم إذا كانت ندين وبعض الليبراليين يريدون طرح رديكالي , لا يضع بالحسبان الوعي جمعي , وكيفية الرفع منه بطريقة لا تؤدي إلى فقده ..نقول لهم : تفضلوا , أهلا وسهلا ..مع علمنا من خلال سنواتنا الطويلة أن الذين تبنوا الطرح الليبرالي الرديكالي , ظل خطابهم خطاب يعاد تدويره في الوسط النخبوي فقط, وليس له أي حضور في الشارع , الذي يفترض من المثقف أن يساهم في تشكيله والرفع من مستواه الفكري . الخطاب الرديكالي ظل خطابا يعاد تدويره في صالونات النخبة دون فاعلية شعبية ذات قيمة..بينما بقيت الساحة فاضية للديني وللمتخلف حتى يقوم بادلجة الشعب , بلغة يفهمومنها , وبمادئ يؤمنون بها ..ولأن على الليبرالي أن يؤمن باللعبة الديمقراطية , وصناديق الأقتراع , سيصعد هؤلاء المتخلفون ليكونوا هم صناع قرار , ويدخلون البلد في قرون مظلمة , بينما الليبرالي الرديكالي يولول في صالوناته الخاصة , التي دور بها خطابه المرات تلو المرات .وترك الشارع لغيره ! ...