الاثنين، 14 مارس 2011

يوسف الأحمد , والدور الحقوقي المزعوم ..!

هناك مقولة جميلة لأينشتاين : ( العقول التي تكون جزء من المشكلة , لا يمكن أن تكون جزءاً من الحل) .. نقل أحد الأخوة مقطعا ليوسف الأحمد , يوجه فيه رسالة لمحمد بن نايف , بخصوص المعتقلين . ويرى هذا الأخ أن الأحمد هنا تجاوز التيار السائد الذي ينتمي إليه , وأنه في هذا الخطاب إلى محمد بن نايف , ينطلق من موقف حقوقي وإنساني يشكر عليه ..ولي مع هذا الكلام وقفات :

أولاً : الأحمد قاد عملية ( بلطجة احتسابية ) في معرض الكتاب , دون أدنى اعتبار لحقوق الإنسان , وكرامته , أو حتى قهره ..ومارس وصاية فجة , ومصادرة لكل الاتجاهات , والأفكار ..و هو بذلك أخطر من المستبد السياسي الذي تحركه المصلحة , فهو يتعبد الله في التعدي على الناس , تحت شعار : ( إنكار المنكر ) وهو يرى أن من يخالفه ضال مضل , وأنه هو الوحيد الذي يقرأ النص كما يريد الله للنص أن يكون ..إذن المتابع لهذا المعتوه يدرك أنه ) مستبد ديني ) وممارس (للعنف ) في فرض توجهه الديني ..فهو ينهى عن خلق ويأتي بأقبح منه ! ..

ثانياً : في هذا الخطاب , لا ينتصر الأحمد للإنسان , أو للحقوق ..هو ينتصر لفئة وطائفة معينة عبدالله السعد , الريس , عبدالعزيز الجليل , سليمان العلوان , وباقي التوجهات التي تتبنى العنف , انطلاقا من تصور ديني ضيق , كما هو الحال بالنسبة للأحمد نفسه , الذي ليست عنده هو كذلك مشكلة في تبني (العنف) لفرض توجهه الخاص , وكسر احتكار الدولة للعنف , وقلب البلد على مليشيات تمارس العنف تبعا لتصورها الأيديولوجي الخاص ....فالشخص الحقوقي المحترم , هو من ينتصر لحقوق الجميع , بغض النظر عن الانتماء الايدولوجي والفئوي للمساجين ..

ثالثاً : تضخم الأنا , وهو أنه قام بهداية المئات من الشباب "كذا" ! ..وأن طالب علم وصاه على بيته ..والحقيقة لا أعلم كيف يمكن لشخص يحترم نفسه أن يوصي يوسف الأحمد على بيته .! فالأحمد تبعا لتصور سيكولوجي وأيديولوجي لا ير المرأة إلا ( فتنة ) و ( عورة ) ..ولهذا كان يقاتل قتال شرس ضد الاختلاط , لأنه لا يتصور أن توجد هناك صلة بين الرجل والمرأة إلا أن تكون صلة ( جنسية ) ..فالذي ينطلق من هذا التصور , لا يمكن أن يستأمن على أي امرأة , لأنه يستبطن مسبقا "فتنتها" ضمن قولبة (جنسية ) لها , يتعبد الله بها ...!!

رابعاً : لا يعرف للأحمد أي نشاط إصلاحي , فهو دائما مشغول بقضايا "النساء" , كأنه السيدة "جويل" في الأم بي سي , ولكن بالجهة المضادة ..وفي مقال ساخر لخلف الحربي , ذكر أن الأحمد يغار من زوجة عادل فقيه , لأنها ذات نشاط احتسابي اجتماعي رائع , في توظيف ودعم العمل النسائي , والجمعيات التنموية , والخيرية , بينما الأحمد ظل مشغولا بعورة المرأة والحفاظ على فرجها ! ..

خامساً : هذا الخطاب أتى بعد خطابه السابق , في المطالبة بالإفراج عن بعض (البلطجية ) المخربين في معرض الكتاب , فهو لا يدافع عن المفكرين والمثقفين الذين يطالبون بالإصلاح , ولا يستخدمون العنف في فرض قناعاتهم الدينية..بل هؤلاء عنده يجب أن يحاسبوا لأنهم مفسدون في الأرض , يسعون لتغريب المرأة المسلمة , طبعا كل من يختلف مع قراءة الأحمد الدينية هو تغريبي ! . فهذا هو صاحب الخطاب الحقوقي والإنساني الرفيع :) ..

سادساً : ظهر الأحمد بعد دعم من بعض القوى بشكل قوي , في هجوم ضد خالد التويجري ..وكان الهدف , هو إقناع القوى الأصولية , أن القرارات التي أتخذها الملكة عبدالله , والتي يصفها هؤلاء الأصوليون "بالتغريبية" هي بسبب خالد التويجري , وإلا الملك على الفتوى السائدة , ومع العلماء ! ..وكان هذا لكسب تعاطفهم , ظنا منهم أنهم سيلعبون دور في كبح ثورة حنين , والتي كان سبب عدم ظهورها ليس الموقف الديني , وإنما الوعي السياسي المتدني , وحداثة التجربة في المجتمع السعودي ..!وإلا الشعب وحتى الدولة نفسها تجاوزا الخطاب الفقهي والتقليدي الجامد لهيئة كبار العلماء , مع التقرير أن الفتاوى ليست ملزمة ..

سابعاً : ما هي الممارسات التي يرفضها تيار الأحمد ؟! الأحمد لم يدعوا للملكية الدستورية . ولا إلى فصل السلطات , و لا إلى حق التظاهر والتعبير السلمي , لم يطرح أي فكرة لا يؤمن بها التيار الذي ينتمي إليه .. كذلك لم يطالب بحقوق من يختلف التيار الذي ينتمي له الأحمد معهم مذهبيا أو أيديولوجيا ..الأحمد يطالب بالإفراج عن المحتسبين الذين تورطوا في العنف , وطلاب العلم _حسب وصفه _ الذين يجب أن يكونوا في هيئة كبار العلماء , من أصحاب الفتاوى المتطرفة ..فأي فكرة جديدة أو إصلاحية ذكرها الأحمد ؟! طبعا المطالبة بالعفو عنهم , كانت بعد مدح لوزير الداخلية ونائبه , وتجاوزهم عن من تورطوا بعنف أشد , وبالتالي تبعا للقياس الأولوي , يجب الإفراج عن البقية ممن لم يمارسوا القتل حتى الآن , فهم مازالوا في طور "الضرب" و "التعدي" ليس إلا ..أما باقي التوجهات فيجب محاكمتها لأنها تعيث في الأرض فسادا , وتريد تغريب المجتمع ...ونعم الحقوقي , وصاحب اللغة الحقوقية الممتازة :) ...

الأحد، 6 مارس 2011

ساعتك أبرك يا (عبدالله الجاسر ) ..

في الفلم الشهير لميل قبسن ( القلب الشجاع ) , يشير أحد أعوان الملك على الملك , أن يرسل ابنه للتفاوض مع الثائر الأسكوتلندي ( والاس / ميل قبسن ) يرد الأب /الملك : لو بعثت أبني إليه , فسيطمع بعرشي , أصغر راعي في سكوتلندا ! ..هذا بالضبط ما حدث مع "عبدالله الجاسر" و (ساعته المباركة ) حينما سأل عن الحسبة _ والتي لا تعني ألا الوصاية , والتطفل , من قبل أطفال , وأزلام , ينساقون كالبهائم , ويتدافعون لتقبيل رأس شيخهم , الذي أدرك أنه لو عرض للبيع _أي رأسه _ في أي مزاد لحقق قيمة عالية , ليس لأنه يحمل شيء مهم , ولكن لأنه قليل الأستخدام , ولم يستهلك ! _إذ قال : ( أبركها من ساعة ) , وطمع به أصغر صعلوك محتسب ! ..اليوم في المعرض في كل زاوية , وفي كل ناحية , وفي كل حاوية , يوجد "متحسب" , من الحجم العائلي , وحتى "البيبي مطوع" , لدرجة أنني كلما أخذت كتاب , نفضته خشية أن يوجد به "محتسب" , من أصحاب ( الساعة المباركة ) ..طبعا أنا لن أوجه أي نقد لهؤلاء , الذين يفتقدون إلى الحس الذوقي , والأخلاقي , والمعرفي . والذين كانوا يتطفلون ويحتسبون : تغطي يا مره , وقرن في بيوتكن , لا تصور , لا حول الله , الرجال اللي خلاف عمرو سليمان ! ..لأن النقد حتى يكون فاعل ومؤثر في المنقود , يجب أن يتوافر في المنقود حد أدنى من الفهم والوعي , وهذا لو وجد في هؤلاء لما وجدوا في هذه الهيئات , وبعضهم كان يرتدي الزي "البنجابي" دلالة على الولاء التام والمطلق للنموذج "الطالباني" , هذا عدا الهيئات الرثة , والأسلوب الهمجي , من ضرب للمراسلة , ومحاصرة المذيعات ,وقطع للبث , وقلب الكتب على الطاولات , والتطاول على أصحاب دور النشر . وهنا تجد أثر التربية الدينية المباركة عليهم , فليس أحد بحاجة إلى أن يعرف القيم الدينية التي تستزرعها الصحوة , فقط عليه أن يرى سلوك هذه الكائنات , التي كانت تشبه الممسوخين في الفلم البريطاني ( 28 أسبوع ) ..أننا مع الأسف في تعاطينا مع العنف الديني , لم نسعى إلى تفكيك البنية المشكلة لهذا الفكر , وإنما نعالج العرض دون المرض , ونقتل البعوض دون ردم المستنقع ..ولا نقف بصورة جادة وحقيقة , مع الإشكالية الدينية , والصحوية في البلد . وإنما ننتظر هؤلاء حتى يتحولوا إلى العنف المسلح , مع العلم أن العنف اللفظي , والعنف بأستخدام اليد , هو "إرهاب" , وهو لا يختلف نوعياً , عن الإرهاب المسلح ..

ولأنه مامن محنة إلا وفي طيها منحة , فقد أنتابتني حالة فرح , حينما رأيت كيف أن السحر أنقلب على الساحر , وكيف أن الأفعى ألتفت على زمارها ..فالجاسر صاحب ( الساعة المباركة ) كان يظن أن الفعل الأحتسابي سيوجه ضد المواطنين , الذين هم بنظره , قصر , يحتاجون وصاية معرفية , تختار لهم ما يقرأون وما لا يقرأون , والذين يراهم بلا أخلاق , ليأتي جاهل غر _هذا كبره _ ليعلمهم ماذا يلبسون ,ومن يكلمون ..ولكنه لم يتوقع أن ينقلبوا عليه , وتمرمط كرامة وزارة الأعلام من وزيرها حتى أصغر مراسل , لتتجلى ( الساعة المباركة ) بأبها حللها , وليدرك أن كل من يستخدم هؤلاء لضرب الشعب , وإهانتهم , لابد أن ينقلبوا عليه , لانه بكل بساطة جبان , ولا يمتلك أي كرامة , وإلا لو كانت لدية كرامة , لما سمح مطلقا أن تهان كرامة فرد من أفراد بلده , تحت أي شعار , محترما عقول الناس , وحريتهم , التي لا يعتدون بها على أحد , كما يفعل هؤلاء المرتزقة .. فالذين في المعرض هم من أهل الكتاب , والفكر , وليسوا ممن يرقصون على السيارات في التحلية , أو ممن يجيزون رضاع الكبير .!فالوصاية ليست عليهم , وليس مثلهم من يتطاول عليه مثل هؤلاء الحمقى , تحت شعار الأحتساب , والفسح المبارك من أبو ( ساعة مباركة )

ويسرني عطفا على هذه المنحة , وهذا الأنقلاب على صاحب ( الساعة المباركة ) , والذي يشبه حاله حال صاحب طير بن برمان , الذي أطلقه على أرنب , فلتقط الطير ثعبان , ورماه على صاحبه فقتله ..فقال الشاعر :

يا طير أبن برمان جبناك حنا , يناقل الحية على رأس راعيك ..!

أقول يسرني أن أهديه هو ووزيره الأديب , الذي شاركه ( الساعة المباركة ) هذه الأبيات الجميلة لمصطفى جمال الدين :

أضحى التنائي بديلا من تدانينا , وصار من كان حامينا حرامينا !

خنتم , وبنا فما أهتزت جوانحنا , حزنا عليكم , ولا جفت مآقينا ..!

هذي الكؤوس شربنها معتقة , فجروبها وذوقوها فناجينا ..!

ما بالكم إذ سكرتم من ثمالتها , ملئتموا سكك الدنيا مجانينا ..!

أنتم زرعتم نيوب الوحش , فرتقبوا , أن تحصدوها وقد جاءت سكاكينا ..!

بين ( أبن القيم ) و ( تركي الحمد) في معرض الكتاب

الحجج التي ينطلق منها أصحاب (البلطجة الأحتسابية ) في معاركهم في معرض الكتاب , هي أن المعرض يسمح بالكتب الألحادية , والروايات الماجنة , والمنهج التغريبي ! ॥وفي مقطع اليوتيوب الذي أنتشر لهؤلاء , ينقلون مقولة شهيرة لأحد أبطال رواية تركي الحمد : ( الله والشيطان وجهان لعلمة واحدة ) , طبعا هنا يمارسون عملية "تدليس" كبيرة , كالعادة । في نسبتهم كلام الشخصية الروائية إلى الروائي ।وهذا يعني أن البطل لو قُتل في الرواية , فسيذهب هؤلاء المحتسبون لعزاء الروائي في وفاة نفسه , أما لو كانت الشخصية الروائية قاتلة , فهم سيذهبون للشخصية الروائية ويلقون القبض عليه لأنه قاتل , في نفس الوقت الذي سيعزونه بنفسه لأنه مقتول! ।لأن الشخصيتان القاتل والمقتول في العمل الروائي هما الكاتب نفسه , انطلاقا من قاعدة : ( أن ابطال الشخصية الروائية هم الروائي على الحقيقة ) طبعا هذا الكلام سخيف , ومجرد ذكره , يغني عن الرد عليه , كما كان يقول المعتزلي القاضي عبدالجبار حينما ينقل قولا متهافتاً : هذا قول أبلع رد عليه هو نقله كما هو..وهذا ليس بغريب عليهم ..وهنا في هذه المقالة سنثبت أن ابن القيم , يصف الله بما هو أسوأ هذا من الناحية الدينية , كما أنه يذكر ويشرح الوضعيات (الجنسية) وهذا لا يختلف عن الروايات التي يصفونها بالماجنة ..!

أولاً : هناك إشكال كبير في قراءة هؤلاء المحتسبين للنص الروائي , أو لمعنى أن ناقل الكفر ليس بكافر , فهم يأتون بجملة , تم اقتطاعها من سياقها , ثم يقومون ببناء الحكم عليها , تباعاً لحكم وتصور مسبق ..طبعا , يلزمهم حتى يكون موقفهم المعرفي والمنهجي صحيح , أن يصفوا القرآن الكريم بأنه يدعوا إلى الكفر , ففي القرآن نقل الله قول فرعون : ( أنا ربكم الأعلى ) ( ما علمت لكم من إله غيري ) , فإذا كان ماهو مقول ينسب للناقل لا للقائل , فيلزمهم حينها الحكم بتعارض النص القرآني مع بعضه , فهو يدعوا حينا للتوحيد , وحين آخر للكفر , لأن ما قاله فرعون , وما قاله الشيطان , وما قاله الكفار في كل عصر , هو لا ينسب لهم على الحقيقة , وإنما ينسب لله نفسه ! , تعالى الله عن هذا الكلام ..

ثانياً : الواجب الشرعي أمام كل شبهة الحادية , أن يقوم المسلم بالرد عليها , ويلزمه حين يرد عليها أن يذكرها . فهو يقول : قال الملحد كيت وكيت . ثم يرد عليه . وهذا يعني أن كل كتاب في الرد على الملاحدة , لا بد أن يتضمن مقولاتهم وحججهم , والحجة أن هذا مقبول لأن صاحب الرد فند هذه المقولات , كلام فيه نظر . لأنه قد تكون حجة الملحد أقوى من الرد الذي قدمه صاحب الكتاب , فهنا تبقى شبهة وجود النص الألحادي قائمة , وحينها يلزمهم تبعا لذلك منع حتى كل الكتب التي تنقل وتعرض مقولات المذاهب الأخرى , لأن الرد ليس بالضرورة أن يكون مقنعا , ولربما بقيت الشبهة ..وكان هذا النقد وجه قديما للفخر الرازي في تفسيره ( مفاتيح الغيب ) أنه يورد حجج الملاحدة , ويرد عليها بصورة ضعيفة ! ..طبعا تبني هذا الموقف , ورفض ذكر الحجة الألحادية والرد عليها , هو رفض لمنهج القرآن , والذي ذكر كل المقولات المضادة التي كانت سائدة , وقام بالرد عليها , إلا إذا التزموا بالنقطة الأولى وأن تلك المقولات التي ذكرها القرآن ليست لهؤلاء الملاحدة وإنما هي مقولات تنسب لله نفسه _ تعالى الله _ ..


ثالثاً : تركي الحمد , ذكر سؤالا قد يكون استنكارياً على لسان أحد أبطال الرواية , ولكن ماذا عن من يعتقد أن الله في آخر الزمن ينزل إلى الأرض , ويتجول فيها , ويشعر (بالوحشة ) لانها خلت من الناس ! ..بل يعتبر أن هذا التصور وهذا الأعتقاد اعتقاد ديني لازم وثابت , ومن لا يقبله فهو ضال معاند مخالف للكتاب والسنة ! ..وهذا ما قاله ابن القيم في كتابه "زاد المعاد في هدي خير العباد" أثناء كلامه عن وفد بني المنتفِق (3\674 ت الأرنؤوط)، ففبعدما ذكر الحديث الطويل وفيه : ( ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تُبعَث الصائحة. فلعَمْرُ إلهك ما تدَعُ على ظهرها شيئاً إلا مات، والملائكةُ الذين مع ربّك. فأصبح ربُّك عزَّ وجلَّ يطوفُ في الأرض! وخلَتْ عليه البلاد).

فالله يتمشى في الارض , وقد خلت عليه البلاد !!! ..

رابعاً : فيما يتعلق بالروايات التي توصف بأنها جنسية .نذكر في القرآن مشهد يوسف مع امرأة العزيز ,كيف يصفون هذا المشهد ؟! وهل يمكن لأي قناة أن تعرض مشهد بهكذا أحداث ؟! حسنا , ماهو موقف أبن القيم من الجنس ؟! نذهب بجولة معه في كتابه : ( زاد المعاد ) وشرحه عن النافع والضار من الجماع حيث يقول : (
وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم وعند اعتدال البدن في حرة وبرده ويبوسته ورطوبته وخلائه وامتلائه وضرره ثم امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره ثم كثرة الرطوبة أقل منه ثم اليبوسة وعند حرارته أقل منه برودته ، وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة وحصل الانتشار التام الذي ليس عن تكلف ولا فكر في صورة ولا ونظر متتابع ، ولا ينبغي أن يستدعي شهوة الجماع ويتكلفها ويحمل نفسه عليها وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المني واشتد شبقه ، وليحذر جماع العجوز والصغيرة التي لا يوطأ مثلها ملكا لا شهوة لها والمريضة والقبيحة المنظر والبغيضة فوطء هؤلاء يوهن القوى ويضعف الجماع بالخاصية ، وغلط من قال من الأطباء إن جماع الثيب أنفع من جماع البكر وأحفظ للصحة وهذا من القياس الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة ..
* وفي جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها وامتلاء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره ما ليس للثيب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر ( هلا تزوجت بكرا ) وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل الجنة وقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم أرأيت لو مررت بشجرة قد ارتع فيها وشجرة لم يرتع فيها ففي أيهما كنت ترتع بعيرك قال ( في التي لم يرتع فيها ) تريد أنه لم يأخذ بكرا غيرها .
* وجماع المرأة المحبوبة في النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة استفراغه للمني وجماع البغيضة يحل البدن ويوهن القوى مع قلة استفراغه وجماع الحائض حرام طبعا وشرعا فإنه مضر جدا والأطباء قاطبة تحذر منه .
* وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مفنرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشا كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش ) وهذا من تمام قَوَّامية الرجل على المرأة . كما قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء) وكما قيل :
إذا رمتها كانت فراشا يقلني وعند فراغي خادم يتملق ..! )

ثم في كتاب الطب النبوي يتحدث أبن القيم عن ( وضعية الفارسة ) كأسوأ طريقة للجماع ! فيقول : (
و ان تعلو المرأة الرجل ويجامعها على ظهره (اي تطلع المراة فوق الرجل وهو مستلقي على ظهره)
وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة بل نوع الذكر والانثى وفيه من المفاسد ان المني يتعسر خروجه كله فربما بقى في العضو الذكري منه فيتعفن ويفسد فيضر بالرجل وايضا ربما سال الى الذكر رطوبات من الفرج وايضا فأن الرحم لا يتمكن من الاشتمال على الماء (اي استيعاب المني الخارج من الذكر) واجتماعه فيه وانضمامه عليه ليتخلق الولد ) ..!!
حسناً , هذا ابن القيم , يصف الله بأنه يتجول في الأرض آخر الزمان , ويشعر بالوحشة لأنها خلت عليه الأرض , كما انه يشرح الوضعيات الجنسية , ولا أعلم كيف لمحتسب , يطالب النساء بتغطية العيون والوجه , يقبل ان تأتيه أبنته التي تتلمذ على كتب أبن القيم لتسأله : ماذا يعني أبن القيم بأسوأ وضعية ؟! وماذا يعني بيتعسر المني ؟! وماذا يعني بأفتراش المرأة ؟! وماهي اليبوسة والرطوبة ؟! ..أنا على ثقة أنه لا يوجد عمل روائي سعودي يمكن ان يكون بهذا الشكل , وبهذه الصور المجردة من كل حس ذوقي في التعاطي حتى مع الأدب الجنسي نفسه ..!

خامساً : ماهو موقف ابن القيم من الأستغلال والتحرش الجنسي بالأطفال ؟! في كتابه بدائع الفوائد طبعة در الكتاب العربي ص 603 يقول : ( روي عن أحمد في رجل خاف أن تنشق مثانته من الشبق ! أو تنشق أنثياه لحبس الماء في زمن رمضان يستخرج الماء ولم يذكر بأي شيء يستخرجه , قال : وعندي أنه يستخرجه بما لا يفسد صوم غيره كاستمنائه بيده أو ببدن زوجته أو أمته غير الصائمة , فإن كان له أمة طفلة أو صغيرة استمنى بيدها ) ..الله الله ! ..

والسؤال : أين الاحتساب على الكتب التي تصف الوضعيات الجنسية كما تقدم ؟! وأين الأحتساب على الكتب التي تدعوا إلى الأستغلال الجنسي للأطفال ؟! وأين الأحتساب على من يعتبرون الله محمول من قبله مخلوقاته , وأن الأرض وهي من مخلوقات الله تحتويه ! , وهو يتجول فيها , وقد خلت عليه البلاد , وهذا الكلام ليس كلام على لسان شخصية وهمية في عمل روائي , وإنما كلام من يعتقده , ويضلل من لا ير هذا الأعتقاد , وأين الاحتساب على الكتب التي ترد على الملاحدة ونقلها للشبهات الألحادية ؟! ..