الأحد، 6 مارس 2011

ساعتك أبرك يا (عبدالله الجاسر ) ..

في الفلم الشهير لميل قبسن ( القلب الشجاع ) , يشير أحد أعوان الملك على الملك , أن يرسل ابنه للتفاوض مع الثائر الأسكوتلندي ( والاس / ميل قبسن ) يرد الأب /الملك : لو بعثت أبني إليه , فسيطمع بعرشي , أصغر راعي في سكوتلندا ! ..هذا بالضبط ما حدث مع "عبدالله الجاسر" و (ساعته المباركة ) حينما سأل عن الحسبة _ والتي لا تعني ألا الوصاية , والتطفل , من قبل أطفال , وأزلام , ينساقون كالبهائم , ويتدافعون لتقبيل رأس شيخهم , الذي أدرك أنه لو عرض للبيع _أي رأسه _ في أي مزاد لحقق قيمة عالية , ليس لأنه يحمل شيء مهم , ولكن لأنه قليل الأستخدام , ولم يستهلك ! _إذ قال : ( أبركها من ساعة ) , وطمع به أصغر صعلوك محتسب ! ..اليوم في المعرض في كل زاوية , وفي كل ناحية , وفي كل حاوية , يوجد "متحسب" , من الحجم العائلي , وحتى "البيبي مطوع" , لدرجة أنني كلما أخذت كتاب , نفضته خشية أن يوجد به "محتسب" , من أصحاب ( الساعة المباركة ) ..طبعا أنا لن أوجه أي نقد لهؤلاء , الذين يفتقدون إلى الحس الذوقي , والأخلاقي , والمعرفي . والذين كانوا يتطفلون ويحتسبون : تغطي يا مره , وقرن في بيوتكن , لا تصور , لا حول الله , الرجال اللي خلاف عمرو سليمان ! ..لأن النقد حتى يكون فاعل ومؤثر في المنقود , يجب أن يتوافر في المنقود حد أدنى من الفهم والوعي , وهذا لو وجد في هؤلاء لما وجدوا في هذه الهيئات , وبعضهم كان يرتدي الزي "البنجابي" دلالة على الولاء التام والمطلق للنموذج "الطالباني" , هذا عدا الهيئات الرثة , والأسلوب الهمجي , من ضرب للمراسلة , ومحاصرة المذيعات ,وقطع للبث , وقلب الكتب على الطاولات , والتطاول على أصحاب دور النشر . وهنا تجد أثر التربية الدينية المباركة عليهم , فليس أحد بحاجة إلى أن يعرف القيم الدينية التي تستزرعها الصحوة , فقط عليه أن يرى سلوك هذه الكائنات , التي كانت تشبه الممسوخين في الفلم البريطاني ( 28 أسبوع ) ..أننا مع الأسف في تعاطينا مع العنف الديني , لم نسعى إلى تفكيك البنية المشكلة لهذا الفكر , وإنما نعالج العرض دون المرض , ونقتل البعوض دون ردم المستنقع ..ولا نقف بصورة جادة وحقيقة , مع الإشكالية الدينية , والصحوية في البلد . وإنما ننتظر هؤلاء حتى يتحولوا إلى العنف المسلح , مع العلم أن العنف اللفظي , والعنف بأستخدام اليد , هو "إرهاب" , وهو لا يختلف نوعياً , عن الإرهاب المسلح ..

ولأنه مامن محنة إلا وفي طيها منحة , فقد أنتابتني حالة فرح , حينما رأيت كيف أن السحر أنقلب على الساحر , وكيف أن الأفعى ألتفت على زمارها ..فالجاسر صاحب ( الساعة المباركة ) كان يظن أن الفعل الأحتسابي سيوجه ضد المواطنين , الذين هم بنظره , قصر , يحتاجون وصاية معرفية , تختار لهم ما يقرأون وما لا يقرأون , والذين يراهم بلا أخلاق , ليأتي جاهل غر _هذا كبره _ ليعلمهم ماذا يلبسون ,ومن يكلمون ..ولكنه لم يتوقع أن ينقلبوا عليه , وتمرمط كرامة وزارة الأعلام من وزيرها حتى أصغر مراسل , لتتجلى ( الساعة المباركة ) بأبها حللها , وليدرك أن كل من يستخدم هؤلاء لضرب الشعب , وإهانتهم , لابد أن ينقلبوا عليه , لانه بكل بساطة جبان , ولا يمتلك أي كرامة , وإلا لو كانت لدية كرامة , لما سمح مطلقا أن تهان كرامة فرد من أفراد بلده , تحت أي شعار , محترما عقول الناس , وحريتهم , التي لا يعتدون بها على أحد , كما يفعل هؤلاء المرتزقة .. فالذين في المعرض هم من أهل الكتاب , والفكر , وليسوا ممن يرقصون على السيارات في التحلية , أو ممن يجيزون رضاع الكبير .!فالوصاية ليست عليهم , وليس مثلهم من يتطاول عليه مثل هؤلاء الحمقى , تحت شعار الأحتساب , والفسح المبارك من أبو ( ساعة مباركة )

ويسرني عطفا على هذه المنحة , وهذا الأنقلاب على صاحب ( الساعة المباركة ) , والذي يشبه حاله حال صاحب طير بن برمان , الذي أطلقه على أرنب , فلتقط الطير ثعبان , ورماه على صاحبه فقتله ..فقال الشاعر :

يا طير أبن برمان جبناك حنا , يناقل الحية على رأس راعيك ..!

أقول يسرني أن أهديه هو ووزيره الأديب , الذي شاركه ( الساعة المباركة ) هذه الأبيات الجميلة لمصطفى جمال الدين :

أضحى التنائي بديلا من تدانينا , وصار من كان حامينا حرامينا !

خنتم , وبنا فما أهتزت جوانحنا , حزنا عليكم , ولا جفت مآقينا ..!

هذي الكؤوس شربنها معتقة , فجروبها وذوقوها فناجينا ..!

ما بالكم إذ سكرتم من ثمالتها , ملئتموا سكك الدنيا مجانينا ..!

أنتم زرعتم نيوب الوحش , فرتقبوا , أن تحصدوها وقد جاءت سكاكينا ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق