الاثنين، 23 مايو 2011

في مفارقة الشيخ والسرسري .

هو : شيخ من شيوخ الأحتساب , لا يشق له غبار , لأنه بكل بساطه لا يثير إلا الغبار ..

معيض : شيخ من شيوخ السرسره , لأنه بكل بساطه عاطل عن العمل والأخلاق ..

هو و معيض : لا ينظران للمرأة إلا انها فتنة وجسد ..وكلاهما تبعا لهذا التصور لطبيعة المرأة ي...يقومان بمضايقة المرأة , أما بفرض ان تأخذ رقم معيض , أو أن تأخذ تعليمات فضيلته ... كانت الغاية لكليهما أنها "مشتاهه", لمعيض "صديقه" ولفضيلته "صديقة مسيار" ..

المفارقة أنه رغم هذا التماثل والتطابق في الدافع , السلوك , الغاية بينهما ..لا يصح لك أن تصف فضيلته بالسرسري , ولا أن تصف معيض بفضيلته ! ...

هناك تعليقان (2):

  1. How true is that... Love it!! 5th time to read it

    ردحذف
  2. إن من الإنصاف أن تصف حال من خلال واقعها، وليس يكفي الظن أنك على علم بذلك الواقع، بل يجب أن تحاول للقطع سبيلا، وربما قطعت على جهل مركب، حينها القارئ يستطيع التفريق بين القاصد أو المقصر وبين المجتهد المخطئ. 
    هذا ما دار في نفسي حينما قرأت مقالة قصيرة للدكتور الحميدي العبيسان سماها الإمبريالية الإسلامية والمسيحية، العبيسان في مقالته يعرض ثلاث تصورات: للمجتمع الذي يتحفظ على تسميته جاهلي، ولأثر الدعوة المحمدية عليه، وعلى التشابه بين الفتوحات الصليبية والإسلامية. 
    إن صورة المجتمع الجاهلي التي قدمها الدكتور الحميدي العبيسان جميلة، لكنها في ذهنه فقط! فهو يتصور مجتمع فيه حرية وتعددية، بدليل أن حول الكعبة حوالي ٣٠٠ صنم، وكل صنم له قوم يعبدونه؛ الكاتب يريد أن يبرز سمة حضارية عند القرشيين قبل البعثة النبوية وهي الحرية و احترام الإختلاف. 
    إن من حقنا أن نتساءل: هل المحمود السمة بذاتها أم الدافع والبناء الفكري التي هي نتيجته؟ 
    إنه من المجحف أن نصف نظرة الدكتور بالسطحية من خلال قراءة مقال من أسطر معدودة، لكن نظن أنه ما كان ليصف هذا المجتمع بما وصف إلا بعد أن اختلط عليه أن تعدد الأصنام لا يعني تعدد الديانات، فالديانة واحدة هي الوثنية. 
      
    إن الفكر التعددي لا يكون عند الجامدين على ما وجدوا عليه الآباء، والمساواة ليست عند مجتمع يميز المرء بنسبه ولونه، ولا نميل إلى ما يميل إليه البعض من وصف ذالك المجتمع العربي الأصيل بكل مثلبة وهو بريء منها، لكن نريد أن ننظر بكل واقعية وبلا غرض غير الإنصاف والتدقيق في قراءتكم لتاريخ تلك الحقبة. 
     إني أتساءل كيف تجاهل الدكتور العبيسان أن أولئك المتسامحين مع الآخر هم أول من وقف ضد هذه الدعوة والديانة الجديدة التي أضافت "صنما" غائب بجانب ال ٣٠٠، وكيف يجوز أن يجعل المتأذين هم العبيد الذين سلموا لمحمد وهو جاء بدين يقر مجتمع الجاهلية على ماهو عليه من نظام الرق، مالذي تحملوا منشانه كل الألم الذي يؤلمنا نحن حين نقرأه بعد ١٤ قرن فكيف بهم؟ إن الدكتور لم يقرأ ما قرأناه، وكل ما قرأه أي مسلم لمعاناة محمد صاحب النسب الشريف عند قومه، ما رأى الذي ينهى عبداً إذا صلى .. فقط صلى! وإلا ما كان قال "ولم يتعرض للتعذيب إلا العبيد ليس بحكم اسلامهم , وإنما خشية من كسر النظام الإقتصادي والإجتماعي السائد" 
    ولنسلم أن ما دفع سادة قريش للتضييق ثم منع محمد من حرية الدعوة إلى ملته لم يكن استبداداً منهم، بل كان دفاعاً عن الإقتصاد الذي تعتبر الدعوة الإسلامية المحمدية خطر عليه، إن سلمنا فلا يجب أن نخطئ مثل الكاتب ونسلم أن الإسلام أقر الاسترقاق. إن التسليم بالأمرين معاً لا يدل إلا على تشوه الصورة عند المقر وبشكل فاحش.  

    (بإختصار)
    لقد تعاملت الشريعة الإسلامية مع الإسترقاق بواقعية بعيدة عن المثالية المفرطة وغير الواقعية عند بعض الناس، والشريعة الإسلامية صفتها الواقعية، فإنها قد راعت ردة الفعل عند السيد الذي يكسب سيادته بتملك العبيد، لذلك تجنبت الصدام كما في تحريم الخمر مثلاً - والمثال في الدافع وليس نفس الخطوات-  فأغلقت منابع الإسترقاق إلا منبع الأسر لحكمة وعلة، وعددت مصارفه، والذي يفعل ذلك ليس مقراً للاسترقاق قطعاً، لكن ربما يكون عدم إقراره بطريقة لا تنكشف الحكمة من ورائها، فتطلب، ومن الجحود  أن يكون الجهل بالحكمة دافع لتجاهل الحقيقة الظاهرة وترويج غيرها.  

    ردحذف